هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

362: السنيورة 7) وزارة الثقافة مرصد أجيالنا الجديدة

الحلقة 362: النداء السابع إلى الرئيس السنيورة: وزارة الثقافة مرصد أجيالنا الجديدة
(الثلثاء 12 تَـمُّـوز 2005)

وصلتْني بعد ظهر أمس بالبريد الإلكتروني رسالةٌ مُختَصَرُها أن “كُفَّ التلميح والتصريح والتبريح عن وزارة الثقافة، فهي ستبقى وزارة ثانوية في ذهن المعنيين، وليس وارداً أن يسمعك المسؤولون”.
فيا أخي صاحب الرسالة، تأَكَّدْ أنني في هذه الـ”نقطة على الحرف” يومياً لا أتوجَّه إلى المسؤولين والمعنيين بقدْرِما أتوجَّه إلى شعبنا الطيّب الذي هو مصنع المسؤولين وهو مصدر السياسيين، كي يعي أبناءُ شعبنا أنَّ الإرث الثقافي اللبناني الإبداعي هو منجمُ كنوزهم الحقيقيُّ إذا تسنّى لهم وزيرُ ثقافة قياديُّ ثقافة، لا مُجَرَّدُ وزيرٍ يأتي لأنه ينتمي إلى هذه الطائفة أو إلى هذه الكتلة السياسية.
وزيرُ ثقافة يعرف أن شعبنا حين يرتقي إلى الثقافة والتثقف والتثقيف والتثاقُف والاستثقاف، لا يعود قطيعاً أعمى وراء سياسييه يسيّرونه وفق رياح مصالحهم وتحالفاتهم وصفقاتهم.
وزيرُ ثقافة يعرف أن الشعب الراقي الثقافة لا يعود يسفح وقته في كتابة الشعارات السياسية وقراءة اليافطات السياسية والاصطفاف ضد بعضه البعض من أجل فئوياته وانقساماته السياسية.
وزيرُ ثقافة يعرف أن الشعب الذي يصبح جُزءاً من الحياة اليومية لأجياله الجديدة انصرافُهم إلى الأمسيات السمفونية والموسيقية، وإلى متاحف الفنون ومعارض الرسم والنحت، وإلى صالات المسرح، وإلى المحاضرات والندوات الثقافية، وإلى الواحات التراثية والأثرية اللبنانية، وإلى المهرجانات الثقافية والأدبية والمسرحية والموسيقية، وإلى برامج التلفزيون الثقافية المحلية والأجنبية التثقيفية المُثَقِّفة، لا يعودون يسفحون وقتهم في قراءة التصاريح السياسية، ولا يذبَحون لياليهم أمام شاشات التلفزيون في مشاهدة برامج “توك شو” سياسية يتناهش فيها سياسيون كالديوك المُدَمّاة المسعورة.
وزير ثقافة يعرف أن الشعب اللبناني هو ابنُ إرثٍ ثقافِيٍّ إبداعيٍّ عظيم لن يلفتَه إليه ويفعِّلَه له في ورشة ثقافية إبداعية لبنانية إلاّ وزيرُ ثقافة يَجعل وزارة الثقافة مرصداً حقيقياً لأجيالنا المقبلة التي تكبَر وتنمو على حجم لبنان العالَمي ثقافياً لا على حجمه المقزَّم مَحلياً في زواريبَ سياسيةٍ مناطقيةٍ مذهبيةٍ طائفيةٍ تَجعل جامعات لبنان تُخرّج أفواجاً من شبابنا الرائعين ثم نضيّف أدمغتهم إلى دول العالَم.