هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

355: بيتهوفن بالعربية لأول مرة: فتح جديد للبنان

الحلقة 355 – بيتهوفن بالعربية لأول مرة: فتح جديد للبنان
(الجمعة 1 تَمّوز 2005)

لم يكن ختاماً ما شهدناه ليلة الأربعاء، أول أمس، من الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية، في ختام موسمها لهذا العام الأكاديمي 2004-2005. لم يكُن ختاماً بل فاتحةَ ظاهرةٍ يتفرّد بِها لبنان بين بلدان المنطقة في إدخال اللغة العربية إلى أمسية كلاسيكية غربية، فيشترك جمهورُنا بِما تنشده السوبرانو في الالمانية وكان قبلاً مِما يتمتّع الجمهور بأنغامه الكلاسيكية الأوبرالية دون مضمون كلامه الأجنبي، فرنسياً كان أم إنكليزياً أم لاتينياً.
الفكرةُ الجديدة تُضافُ إلى الرصيد التأسيسي لرئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفاتوار) الدكتور وليد غلمية الذي له كبير الفضل، منذ نهضته بالكونسرفاتوار، إلى تأسيسه أول أوركسترا سمفونية في لبنان وأول أوركسترا للموسيقى الشرق عربية، إلى تأسيس جمهورٍ لبنانيٍّ للموسيقى الكلاسيكية ما زال يتنامى بين لبنانيين باتوا يتزاحمون للوصول باكراً إلى الكونشرتو خوفاً من فقدان المقاعد قبل بدء الأمسية الموسيقية.
الفكرة ليلةَ أول أمس، كانت إلقاءَ مقاطعَ بالعربية من رائعة غوته المسرحية “إغمونت” قبل أن تُنشدَ موسيقى بيتهوفن لها بالالمانية السوبرانو الرائعة ليلي دراغومير أستاذة الأوبرا في الكونسرفاتوار اللبناني. وجاء أداء إلفيرا يونس ورفعت طربيه باحترافٍ مسرحيٍّ عالٍ، يضفي على قيادة هاروت فازليان رونقاً احترافياً عالياً لتلك الأُمسية التي تعلَّقها الجمهور اللبناني مطالباً، من قلب فرحته، بالمزيد منها لإدخال هذا الجديدِ اللبناني على الإرث الكلاسيكي العالمي.
وكان الغائبَ الأكبر في تلك الأمسية حضورُ الإعلام الذي، لولا ميكروفون “صوت لبنان” وكاميرا “تيليلوميير” لاقتصرت الأمسية على جمهورها الكثيف وحسب. فواسفاً على إعلامٍ يفوِّت على جمهوره جديداً لبنانياً بهذا الحجم العالَمي.
فشكراً وليد غلمية، شكراً مجدداً على هذا الجديد الذي تنفحُنا به تباعاً، لِمجد الموسيقى في لبنان، ولِمجد ريادة لبنان الدائمة بين دول منطقةٍ غارقة في أوقيانوسات السياسَتُولوجيا.