هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

353: يتخرّجون من صيدون في مجدليون

الحلقة 353: يتخرّجون من صيدون في مجدليون
(الأربعاء 29 حزيران 2005)

تكثُر في مثل هذه الأَيام من حزيرانَ احتفالاتُ التخرُّج في الجامعات والثانويات، ويَخرج من باب المدرسة ومن بوابة الجامعة آلاف التلامذة والطلاب كل حزيرانٍ إلى مصيرهم الصعب القلق.
مساء الاثنين، أول أمس، كان موعدُ تَخرُّج تلامذة مدرسة صيدون الوطنية في مَجدليون. ولكان يُمكن أن يكون احتفالَ تَخرُّج عادياً في مدرسة عادية، لولا ما بدا من اهتمام مدرسة صيدون بتلامذتها قبل تَخرُّجهم، الأكاديْميين منهم والمهنيين، في توجيههم مسبقاً إلى حقول الاختصاص الجامعي، لا وَفق أهوائهم وميولِهم في اختيار الاختصاص بل وفق متطلبات سوق العمل، ما يسهّل على التلامذة اختيار اختصاصٍ يُخوّلُهم عند إنْجازه التوجُّهَ فوراً إلى الحياة المهنية، بادئينها بِجدارةِ اختصاصهم وتوفُّر فرصة العمل فيه، من دون أن يَحملوا بطاقة توصية من أحد، لا إلاّ شهادةُ اختصاصهم في يدهم، وموهبتُهم في تنفيذ أعمال الاختصاص، وخلقيةٌ صيداوية نبيلةٌ أخذوها من أُسَرهم العريقة لبنانياً، ومن مدرستهم العريقة صيداوياً بتاريخٍ مشرِّفٍ بات اليوم في عامه الثالث والثلاثين، مُحمَّلين بعصامية مؤسس المدرسة فاروق الزعتري، الساهر عليها حدْباً أبوياً ودأْباً ضميرياً، يَجعلها في طليعة مدارس لبنان، هي التي تَحمل من وزارة التربية عدداً كبيراً من شهادات التنويه والتهنئة على كونِها حققت مراتٍ كثيرةً جداً نسبة الـ100% من نَجاح تلامذتِها في الامتحانات الرسمية.
وإلى تَميّزها، مدرسة صيدون الوطنية، بكونِها خرّجت في مسيرتها التربوية طوال الثلاثين سنةً من عمرها عشراتٍ من باتوا اليوم في مراكز عليا ومناصب مرموقة في لبنان والخارج، تتميّز، كما بدا من منشوراتِها، بنادٍ للصحافة تتبرعم فيه أقلامها الطرية تَمرُّساً كتابياً وحركةً لاصفيّةً هي اليوم في الصميم من التوجيه التربوي.
ومن كلمة مديرها ابن جزين عبدالمسيح الحلو، وأضواءَ على إنْجازاتها من قاسم القادري مقدّم الاحتفال، يتبيّن أن مدرسة صيدون الوطنية على تلك التلة الجميلة من مَجدليون، ليست واحةَ علم وحسب بل واحةُ ثقافة ترفدُ أبناءَها بِجرعة علْم تُرضي الشهادة وجرعات ثقافة ترضي حملة الشهادة، فتخرّج للبنان متعلِّمين ومثقفين معاً، يعتزُّون بثلاثة: مدرستِهم صيدون، منبعِهم صيدا، ووطنِهم لبنان أبي صيدا اليوم وصيدون التاريخ مدينة عشتريم.