هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

300: 30 عاماً. 5) هذه فرصتنا الأخيرة كي نتعلّم

الحلقة 300: ثلاثون عاماً… فماذا تَعَلَّمْنا؟
الجزء الخامس: هذه فرصتُنا الأخيرة كي نتعلَّم
(الجمعة 15 نيسان 2005)

ينتهي هذا الأُسبوعُ، ومعه ينتهي أُسبوعُ الذكرى. فماذا تَعَلَّمْنا؟ وهل نَحن، حقاً، تَعَلَّمْنا؟
هل قرَّرْنا الخروج من أمسٍ بـالٍ إلى غدٍ مُـبالٍ؟
هل تَعَلَّمْنا أن نَخلعَ عنا جُرثومة الاتّباع الموروث وأن نعتنق الإبداع المحروث؟
الاتّباع الموروث: يعني البقاء في عقلية المزرعة والعشيرة والمعليشيّة والاستسلام والاستزلام وتَقاسُم المغانِم والمقاعد والمحاصصة بين أهل الحُكم والنيابة والوزارة.
الإبداع المحروث: هو حَرثُ غَـدٍ جديدٍ مبنيٍّ على الكفاءة والجدارة ورفض منطق ابن ست وابن جارية و6 و6 مكرر.
ثلاثون عاماً… فهل تَعَلَّمْنا؟
هل تَعَلَّمْنا أن نَخلَع عنا نفتَالينَ طقمٍ سياسيٍّ معظَمُهُ ملطَّخ، ونتبَنّى من عناصرنا الجديدة النقيّة الناضجة الواعية طقماً سياسياً جديداً جديراً بِحُكم لبنان الآتي، وبإصرارٍ تـامٍّ على حريةِ لبنانَ اللبناني، وعلى تَحريرِ أرضه كلِّها كلِّها من كلّ احتلالٍ ووصايةٍ وهيمنةٍ وانتداب، من آخر شبرٍ في عكار إلى آخر شبرٍ في مزارع شبعا؟
هل تَعَلَّمْنا ألاّ ننخرعَ على أبواب الدبلوماسيين الأجانب بل أن نَجعلهم ينذهلون بوِحدتنا وتَماسُكنا فيُصبحُ الدبلوماسيّ الأجنبي ناقلَ صورتِنا البهية عوض أن يكون حصان طروادةٍ بيننا أو كاتبَ تقارير بِحقّنا؟
هل تَعَلَّمْنا أن نكون نَحنُ نَحنُ: لا ظلَّ سوانا، ولا صدى سوانا، ولا صوتَ سوانا، ولا ساحةَ سوانا، ولا أدواتِ سوانا؟
ثلاثون عاماً… فهل تَعَلَّمْنا؟
أيامَ الحرب أطلق السفير الخبير فؤاد الترك شعار: “أَسوأُ ما في الحرب أن نعتاد عليها”. وبعد انتهاء الحرب أطلق شعار “أسوأُ ما في الحرب ألاّ نتعلّم منها”. فهل نَحن، حقاً، تَعَلَّمْنا؟
قد نكون تَعَلَّمْنا، وربّما لا. إنّما على الأقَل فلْنَتَعَلَّمْ ألاّ نستعيرَ هويّةَ أحد، ولا نُعيرَ هويّتَنا لأحد، بل أن نتمسَّك بِهُويّتنا تاجاً مُشِعاً فوق جبين لبنان اللبناني.
ثلاثونَ عاماً… وهذه فرصةٌ تاريْخيةٌ لنا اليوم كي يكونَ زلزالُ 14 شباط عِبْرةً تَحفُر لا عَبْرَةً تعبُر.
وإن لم نتعلّم اليوم، فلن نتعلّم أبداً. وعندها لا يليقُ بنا أن نكونَ أبناءَ الأرز، فليس المُهِمُّ أن نفتخر نَحن بالأرز بل المُهِمُّ أن يفتخرَ الأرزُ بنا.