هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

281: من ربيع بيروت إلى ربيع لبنان

الحلقة 281: من ربيع بيروت الى ربيع لبنان
(الاثنين 21 آذار 2005)

أوّل الربيع اليوم. وأمس كان آخرَ الشتاء. وآخِرُ الخريف كان أوّلَ من أمس.
مضطرباً كان الخريف. هدّاراً كان الشتاء. واليومَ أولُ الربيع، وتطلع الشقائق الحُمْر في ساحة بيروت، من قلب بيروت، لتنتثر على كل لبنان.
بعد اصفرار ورق الخريف، وجنون أنهار الشتاء، تطلعُ اليومَ الشقائقُ الحمر في سماء بيروت، لتنتثر على تلال لبنان، الشقائقُ الحمرُ التي استحالَت حُمراً بعدما اصطبغَت بدم الشهيد أدونيس الذي صرعه الخنْزير البري على مرأى حبيبته عشتروت، مثلَما في 14 شباط صرعَ أدونيسَ العصر على أرض بيروت، على مرأى من حبيبته بيروت.
ومع أوَّلِ الربيع، اليوم، أولُ الأمل الذي بدأ يُزهر، بعدما كاد يذوي مع اصفرار ورق الخريف، وكادت تَجرُفُه أنهار الشتاء الهدّارةُ الفاجعة، وها هو اليوم، مع أوّل الربيع اليوم، يطلَعُ الأملُ من جديدٍ مع تَفَتُّح الشقائق الحُمْر متفتِّحاً على أمل جديدٍ للبنانٍ جديدٍ حـرٍّ مستقلِّ الرأْي والقرار، استلَّه أبناؤُه من أشداق يوضاسيي الداخل والخارج، ليبني لبنانَ جديداً طالعاً من دم الشهداء، ومن استشهاد شهيدٍ لا بِحجمِ دولته على أرض دولته، بل بِحجم وطنِه المنتشر إشعاعُه على كل العالم.
هذا هو اللبنانُ الذي يولدُ اليوم، مع أوّل الربيع اليوم، لأبنائه الأحرار كلَّ يوم.
أوّلُ الربيع اليوم، وعيدُ الأُمّ اليوم.
مبروكٌ للبنانَ الجديد، لبنانُ الأمل، أولُ الربيع الجديد.
وهنيئةٌ للبنانَ الجديد، الأُمُّ اللبنانية التي لها فضلُ الولادة، ولادةِ اللبناني الذي حقّق ويُحقِّق لبنان الجديد.
هذا هو اليوم، معنى أولِ الربيع اليوم في لبنان.
فَلْتَتَعَمَّم الشقائقُ الحُمْرُ من ساحة بيروت الى ساحات لبنان، من قلبِ بيروتَ الى جسم لبنان، كلِّ لبنان، على أرض لبنان وفي بلدان الانتشار اللبناني.
أوّلُ الربيع اليوم. مبروكٌ لكَ يا لبنان، أيها الحبيبُ لبنان، مبروكٌ لكَ اليوم، هذا الربيعُ الجديد.