هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

273: توحيد الشعارات بعد وحدة العلم

الحلقة 273: تَوحيد الشعارات بعد وَحْدَة العلم
(الأربعاء 9 آذار 2005)

تعددت الْمظاهرات، والعلم واحد. تعددت الأشكال، والديمقراطية واحدة.
ما شهده لبنان أمس الثلثاء وأول أمس الاثنين، وحّد لبنان ولم يقسّمه. وأَثبت أن التعددية في التعبير لا تعكس التعددية في الانتماء. فالانتماء واحد: لبنان اللبناني. والعدو واحد: إسرائيل. والْممنوع واحد: الفتنة الطائفية. والْمطلوب واحد: سيادة لبنان الوطن على أرضه وشعبه. والْمحظور واحد: استجداء الْحماية الْخارجية أياً يكن مصدرها الْخارجي. والإجماعُ واحد: تحرير الجنوب حتى آخر شبر.
تظاهرتا الاثنين وأمس الثلثاء، عدا استثناءاتٍ فردية لا تعكس نوايا الْمنظّمين، كانتا علامةً لبنانيةً على التعبير الديمقراطي الذي يتفرّد به لبنان في مُحيطه العربيّ، فتعليماتُ الْمنظّمين واضحة: لا استفزازَ لأحد على أحد، ولا هتافاتٍ ضد أفراد ولا مناداةً بأحد، بل تنظيمٌ وانضباطٌ وهتفةٌ واحدةٌ للوطن الواحد الْموَحَّد الأبقى من أي فرد، أيّ فرد، وابتعادٌ عن كل هتفةٍ استفزازية، وتَجنُّبُ كلِّ كلامٍ تَحريضي، ومطالبة الدولة حزماً بالْحقيقة، لأن الدولة الْحقة هي دولةُ الْحقِّ التي تعطي شعبها الْحقيقة، وإلاّ فهي دولةٌ دميةٌ، وشرط الدمية أن تكون مُجرَّد دميةٍ أي لا تتحرك هي، بل تُحرّكها خيوطٌ من خارجها. قوة الدولة في استقلالها، وقوَّتُها من شعبها، وقوَّتُها من مصداقيتها تِجاه شعبها، وإلا فَقَدَ شعبُها ثقتَه بصدقيتها، يعني فَقَدَ ثقته بِها إن لم تكن دولة الحق والحقيقة.
علمٌ واحدٌ وحّد شبابنا أمس الثلثاء وأول أمس الاثنين. فليوحِّدْ بينهم بعد اليوم شعارٌ واحد: لبنانُ اللبناني، الْمنفتحُ على الأخرين، الْمتعاونُ مع الآخرين، الْحرُّ القرار، الْمستقلُّ الرأْي، الكامل السيادة على آخر شبر من أرضه وآخر طفل من شعبه، غيرُ الْمتقوقِعِ ولا الْمرتَهِن ولا التابع ولا الْمستسلم ولا الْمستزلم.
إن وطناً هذه وَحدته: عَلَماً وشعاراً، شعباً ومسؤولين، حريةَ قول وتعبيراً ديْمقراطياً تعدُّدياً، لا تقوى عليه فتنةٌ مهما كثر مُخططوها، ولا يَخترقه عدوٌّ مهما تَصَهْيَنَتْ نواياه، ولا خوفَ عليه من أيّ 17 أيار طالَما شعبُه توحَّد علَماً واحداً في ساحة شهداء الحرية، ساحة 6 أيار، وكلِّ من يرقد، باسم لبنان، في ساحة 6 أيار.