هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

267: اليوم… اليوم… شمس الحقيقة اللبنانية

الحلقة 267: اليوم اليوم… شَمْسُ الحقيقة اللبنانية
(الثلثاء 1 آذار 2005)

في أحلك وأخطر أيام الحرب التي مزّقت لبنان، لم يكُن لبنان على شاشات تلفزيونات العالم، وفي خُطَب رؤساء الدول الكبرى في العالم، وفي الصفحات الأُولى من صحف العالم، وفي مطالع نشرات وكالات الأنباء العالمية، وفي المتابعة المتواصلة ساعةً فساعةً عبر الأقمار الصناعية لكل العالم، كما هو لبنان اليوم عنوانُ عناوين الإعلام في العالم.
وما الذي في هذا الإعلام؟ الشعبُ الذي يعتصم بِحضارة، الشعبُ الذي يتظاهر بِحضارة، الشعبُ الذي لا يُطالب بِحماية فرنسا كما عند نهاية الحرب العالمية الأُولى، الشعبُ الذي لا يطالب بالانضمام الى الجمهورية العربية المتحدة كما عند أحداث 1958، بل الشعبُ الذي يَطْلُب تَماميّةَ استقلال لبنان اللبناني، الشعبُ الذي يطالب بِحرية قرار لبنان اللبناني، الشعبُ الذي ينادي بكرامة لبنان اللبناني، الشعبُ الذي أَرادوا له أن يتفرَّقَ فَتَوَحَّد، الشعبُ الذي خطَّطُوا له أن يَقْتَتِلَ فَتَعَانَق، الشعبُ الذي فصَّلوا له خارطةً تقسيميّةً فتجمَّع على صرخةٍ واحدةٍ تنادي بلبنان اللبناني، وكلُّ هذا، كلُّ هذا، منقولٌ مباشَرَةً على الهواء الى العالم كلِّه، ويتابعُ العالمُ كلُّه صرخةَ الشعب اللبناني، ووحدة الشعب اللبناني، وزَحْفَ الشعب اللبناني الى ساحة الحرية والكرامة ينادي بِجناحَي الحرية والكرامة بهما يطير الى شمسٍ واحدةٍ موحَّدَةٍ موحِّدَةٍ هي شمسُ استقلال لبنان اللبناني.
خلال موازييك الحرب الآخرينية في لبنان، كان الإعلام العالمي إمّا يشيح عن نقل ما يَجري في لبنان، لكثرة فسيفِسَاءاته المذهبية والطائفية والعقائدية والحزبية والفئوية والانتماءاتية، وإمّا كان ينقل أجزاءَ مشوَّهَةً ومشوِّهةً لِما يَجري على أرض لبنان الْمجَرَّحةِ الْمتكسِّرةِ تَحت الضحايا والْخائفين والدَّمار الرهيب.
أما اليوم، فالإعلامُ أجْمَعَ علينا، وجمع جموعنا، وينقلنا الى جموع العالم: مَجموعةً متّحدةً متوحّدةً جامعة، فيعرفُنا العالمُ شعباً واحداً موحَّداً لا في عيشٍ مشترك زائف، ولا في تعايشٍ مصطنَع، بل في حياةٍ واحدةٍ هي نَفسُها من آخر طفلٍ في شمال لبنان الى آخر شبر في جنوب لبنان، من أعلى صنوبرةٍ في الجبل الى أدنى حبة رمل على شاطئ لبنان.
اليومَ اليوم، بلغَ العالَمَ كلَّه صوتُ لبنان اللبناني. اليوم اليوم، انكشفت الأقنعة الْمضلِّلَة، وحسَرت عن عُصَبِها الرؤوسُ الْمضلَّلة. اليومَ اليوم، أشرقت شمس الحقيقة اللبنانية أمام الرأي العام العالمي.
اليوم اليوم! وبعد اليوم لن يستطيعَ أحَدٌ أن يضلِّل اللبنانيين، ولا العالَمَ عن اللبنانيين. فكما الشمس واحدة، كذلك شعبُ لبنان واحد، وسيبقى على شاشات العالم واحِداً موحَّداً، ولن يستطيعَ أحدٌ أن يوقف نَهرَ الشعب الْهادرَ بالحقيقة التي لن تغرب عنها الشمسُ بعد اليوم: شمسُ لبنان اللبناني.