هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

247: سيارات الصليب الأحمر وأولوية المرور

الحلقة 247: سيارات الصليب الأحمر وأولوية المرور
(الثلثاء 25 كانون الثاني 2005)

يحدث أحياناً أن يسمع السائقون وسط زحمة السير صفارات الإنقاذ من سيارات الصليب الأحمر أو الدفاع المدني أو الإسعاف أو الإطفاء أو النجدة، فيبادرون الى اتخاذ جانب الطريق إفساحاً في المجال لهذه السيارات كي تمر مسرعةً عجلى الى حيث تقصد، صوب مهمة إنسانية قد يكون تأخيرها دقيقةً مؤذياً إذا لم يتم الوصول على الوقت في أسرع وقت.
ولكنّ الحاصل أحياناً أن مواطنين لامسؤولين لا يبادرون الى مجانبة الطريق، مع ان مَن حولهم يكون بادَر، فيَبقَون على خطّهم لا يَحيدون، ويعرقلون لهفة سيارة النجدة أو الإسعاف في الوصول بسرعة الى المكان المقصود.
وكم نرى منهم، هؤلاء المواطنين غير المسؤولين، كلَّ يومٍ على طرقاتنا، بمشاهدَ ومناظر مختلفة من قلة الحياء وعدم المسؤولية وعدم الالتزام لا بقوانين السير، فهذا أمر مفهوم نظراً لغياب الحزم لدى شرطة السير، بل عدم الالتزام بأخلاقيات السير، والقيادة أخلاق قبل أن تكون قوانين.
أَفهم أن المواطنين اعتادوا أحياناً أن يسمعوا صفارة الإنذار السيارة من سيارات بعض المسؤولين الذين، من غير شرّ، يستعجلون ليصلوا الى مكاتبهم من أجل خدمة المواطنين الأحباء، من كثرة ما يهتمون لخدمة المواطنين، فتسير أمامهم دراجاتٌ تفتح لهم الطريق، مع ما يرافق ذلك من قيام الدرّاجين العتاليت ببهدلة المواطنين الذين لا يحيدون كي يمر حضرة المسؤول الذي لا يكون دائماً في حالة مهمة رسمية قد تكون تستوجب ذلك.
غير أن هذه ليست قاعدة عامةً يتّبعها المواطنون حين يسمعون صفارة الإنذار السيارة. ولْيقدّروا أنْ مش دائماً يكون المارّ حضرة المسؤول الجزيل الاحترام، بل فليتأكدوا من السيارة التي تستخدم صفارة الإنذار، فقد تكون فعلاً سيارةً إسعاف تنقل مريضاً عاجلاً أو تذهب لنقل مريض عاجل، أو ربما سيارة إسعاف أو إطفاء أو نجدة، وفي هذه الحالة، على المواطنين الأشاوس أن يخففوا من دلعهم وثقل دمهم وقلة حيائهم، وأن يفسحوا في المجال للسيارة الآتية، فربما على مرورها السريع تتوقف حياة مواطن جريح أو مواطنين عالقين في مصعد أو في حريق قاتل، أو أية حالة أخرى تتطلب السرعة التي يجب أَلاّ يعيقها دلع مواطن في تصرف لامسؤولٍ ووقح.