هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

243: فليتعلّموا من هذا السائق

الحلقة 243: فليتعلَّموا من هذا السائق
(الأربعاء 19 كانون الثاني 2005)

بين كثيرِ ما يأتيني من رسائلَ أُسبوعيةٍ يقترح عليّ أَصحابُها أفكاراً لهذا البرنامج أو يروون لي مشاهداتٍ عاينوها، رسالةُ المواطن زاهي بَرَكة من العبادية، يروي لي فيها عن سائق باص يعمل على الخط رقم 4 (شارع المقدسي، مستشفى الجامعة الأميركية، الصنائع، ساحة رياض الصلح، شارع بشارة الخوري، الشياح، وصولاً الى الضاحية الجنوبية).
السائق يدعى عباس حسن وهبي، عشرون عاماً، من بلدة نبحا البقاعية، ألصق أمامه على زجاج الباص ورقة يقرأُها الركاب من الداخل، عليها ما يلي: “في 20 تشرين الأول وجدنا خاتم رجالي فضة، في 19 تشرين الثاني وجدنا مبلغ من المال، في 5 كانون الأول وجدنا ساعة نسائية”. ولدى سؤاله كيف يتأكد من صاحب الغرض المفقود، أجاب أنه يتأكد من الشخص أمامه عن المواصفات الدقيقة للغرض المفقود فإذا تطابقت مع الغرض تأكد أن الشخصَ صاحبُهُ فيعيده إليه. وقال إنه يفتش الباص كل يوم قبل أن يركنه في الموقف، فإذا وجد غرضاً واقعاً، ألصق به ورقة على الزجاج أمامه كي يراها أصحابها.
أولاً: شكراً للمواطن زاهي بركة من العبادية على رسالته وما فيها من أفكار ومشاهدات.
ثانياً: التحية لسائق الباص عباس حسن وهبي من نبحا البقاع على بادرته الشجاعة والنبيلة، والتي تناقض تماماً زملاءه سائقي باصات وفانات يتزاحمون على الطرقات كأنهم يقودون دراجات، ويتجاوزون السيارات الصغيرة كأنهم في حلبة سباق، ويتوقفون في وسط الطريق ليُصعِدوا ركابهم غير آبهين لزحمة السير أو لتقاطعات يقفون في منتصفها أو مداخلها، عدا السرعةِ التي يقودون بها الباصات والفانات فيسببون الإزعاج والخوف لركابهم والراجلين معاً.
على أيّ حال، ليس هذا البرنامج ليدلّ على المثالب والنواقص والشواذات وحسب، فينتقدَها ويشيرَ إليها بالقسوة المطلوبة، لكنه أيضاً ليَدُلَّ على إيْجابيات تَحصل وبوادرَ حسنةٍ تَصدر، كي يكون هذا البرنامج فعلاً صوت الناس، فيُنصِفَ إذا انتقد ويَصدُقُ إذا شَكَر.
ويا حبذا لو يقتدي سائقو الفانات والباصات بزميلهم الشاب العشريني عباس حسن وهبي.