هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

217: معالم من صيدا التاريخ لم تبلغ وعي الدولة

الحلقة 217: معالم من صيدا التاريخ لم تبلغ وعي الدولة
(الثلثاء 14 كانون الأوّل 2004)

اتّصلت بي أمس طالبةٌ جامعيةٌ تدرس في فرنسا وجاءت الى لبنان تمضي مع أهلها فترة الأعياد، سمعت حلقتي أمس عن صيدا، وطلبت مزيداً قد يكون حافزَها لكتابة أُطروحةٍ جامعيةٍ في السياحة التاريخية تبحث عن موضوعها لتقدّمها الى الجامعة الفرنسية الكبرى التي تدرس فيها هذه الطالبة اللبنانيةُ بنت الشَّمال.
لذا، قبل أفصل مشاهداتي في صيدا، رغبتُ أن أُطْلِع هذه الجامعية اللبنانية وأصدقائيَ المستمعين الآن، الى ثَبْتٍ، ولو اسْمِيٍّ عنوانيّ، لمعالم في صيدا تشكّل ثروة تاريخية سياحيةً تستقطب الباحثين والسياح، وتالياً تدرُّ على الدولة، لو استصلحتها، مواردَ كبرى قد لا يكون يعرفها مَن تعاقبوا على مسؤولية السياحة في لبنان منذ عقود.
من مطويةٍ أمامي، أصدرتها في صيدا مؤسسة عودة، أقتطف أبرز هذه المعالم.
الى هيبة القلعتين البرية والبحرية، ترك لنا التاريخ في صيدا القديمة خانات ستة: خان الفرنج، خان الرز، خان الشاكرية، خان حمود، خان القيصرية، خان السراي. وفي صيدا خمس زوايا تُزار: زاوية الرفاعية، زاوية الجلالية، زاوية الزعترية، زاوية عمر الجلالي، زاوية الزويتيني. وفي صيدا خمسة حمامات: حَمّام المير، حَمّام الشيخ، حَمّام الورد، حَمّام السبع بنات، الحَمّام الجديد. وفي صيدا ست حدائق وساحات: باب السراي، ساحة الجامع، فرن الساحة، ضهر المير، ساحة الكشاف، حديقة الزويتيني. وفي صيدا منازل أثرية سعى أصحابها الى الحفاظ على طابعها ما أمكن: بيت عكرا، بيت عجرم، بيت بركة، بيت الحلبي، بيت البساط، بيت الحبلي، بيت الزعتري، سراي خير الدين زين، قصر دبانة، قصر فخر الدين، دار حمود، حارة عودة، وقصر أبي الاستقلال رياض الصلح. وفي صيدا ثلاث مقاهٍ تراثية في أماكن تراثية: قهوة القزاز، قهوة العيساوي، قهوة البابا. وفي صيدا معالم سياحة دينية رائعة، أبرزها ثمانية جوامع: جامع البحر، جامع باب السراي، جامع أبو نخلة، جامع الكيخيا، جامع القطيشية، جامع البطاح، جامع المجذوب، جامع النقيب، الجامع البراني، الجامع العمري الكبير، وكنيس واحد، وخمسُ كنائس: الكنيسة اللاتينية، الكنيسة المارونية، كنيسة الروم الكاثوليك، وكنيسة يتقاسمها الروم الكاثوليك والروم الأرثوذكس.
هكذا، بين المعالم الدينية والأثرية والتاريخية والوطنية، أرجو، يا عزيزتي بنتَ الشمال، الجامعيةَ اللبنانية العائدة الى فرنسا بعد الأعياد، أن تكوني وجدْتِ في صيدانا الغالية، صيدوننا العظيمة، ما تكتبين فيه أطروحةً لجامعتك الفرنسية، تضيء جوانب من صيدا القديمة ما تزال في ظل الدراسات، وفي عتمة دولة عندنا، منذ أكثرَ من نصف قرن، لم تتنبّه الى كنوزٍ في صيدا التاريخ، تجعلنا على الصفحة الأُولى من كتاب التاريخ.