هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

204: بشارة الخوري، ضوؤنا اللبناني العالمي في باريس

الحلقة 204: بشارة الخوري، ضوؤنا اللبناني العالمي في باريس
(الخميس 25 تشرين الثاني 2004)

الثامنة والنصف، مساء اليوم الْخميس، تعزف أوركسترا فرنسا الوطنية في صالة غافو الباريسية الفخمة، مقطوعة “يسوع ابنُ الشمس” وهو سوناتا رقم 3 للبيانو، للمؤلف الكلاسيكي اللبناني بشارة الْخوري، في برنامج ثلاثي يضُمُّ كذلك بولونيز شوبان وبالاد ليست.
وهذه الليلة، هي الافتتاحية العالمية الأولى للسوناتا، وضعها الخوري خصيصاً لهذه الأُمسية، ويعزفها على البيانو البارع الشهير باسكال آموْيِيْل.
وهذه، الليلة، علامةُ ضوء أُخرى تُضاف الى ما يبنيه بشارة عبدالله الخوري في فرنسا من سُلّم نَجاحات لبنانية، بدأها منذ اثنتين وعشرين سنة، يوم اكتشفه الجمهور الكلاسيكي الفرنسي في أول أمسية له عام 1983، لمناسبة مئوية ولادة جبران، وقدّمت له أوركسترا كولون بقيادة بيار درفو في مسرح الشانزيليزيه قصيدته السمفونية الكاملة “لبنان بين ألسنة اللهَب”، وهي ست مقطوعات كلاسيكية من وحي جبران.
وتتالى عزف مقطوعاته وسمفونياته بدءاً من صالة بليييل التي استقبلته للمرة الأُولى في 17 آذار 1986 وعزفت له فيها أوركسترا كولون بقيادة بيار دِرفو كونشرتو للبيانو، وكان في البرنامج أيضاً سكيرزو سترافنسكي، وكونشرتو على السول لرافيل، و”المتدرب الساحر” لدوكا Dukas. وفي تلك الأُمسية كان على البيانو عازفنا اللبناني العالمي الآخر عبدالرحمن الباشا.
وآخر ما تقدَّم لبشارة الخوري: مقطوعته “الأنهار الغائرة” التي خرجت بين المقطوعات الْخمس الأُولى في مسابقة ماستربرايز العالمية، كان لإذاعة “صوت لبنان” دور بارز في لفت المستمعين اليها وحثِّهم على التصويت لها. هذه المقطوعة الشاعرية الجميلة، عزفتْها أوركسترا لندن السمفونية بقيادة دانيال هاردنغ في باربيكان هول – لندن قبل أشهر، في برنامج ضم أيضاً سمفونيتين لماهلر وبيرغ، ثم عادت فعزفتها، قبل أسابيع، أوركسترا فرنسا الوطنية في مسرح الشانزيليزيه ضمن برناج ضم المقطوعات الخمس الفائزة بالتصفية النهاية في مسابقة ماستربرايز.
بشارة الخوري، وهو اليوم عضو اللجنة التحكيمية في راديو فرانس، منارة لبنانيةٌ عاليةٌ في العالم، انطلاقاً من مستقره الباريسي حيثُ يكتب مؤلفاتِهِ الكلاسيكيةَ ناضحةً بأحدث التأليف الكلاسيكي، لكنها كذلك ناضحةٌ بِأرَج النغمة الطالعة من نُسْغ لبنان.