هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

199: نفق نهر الكلب أم نفق الخطر؟

الْحلقة 199: نفق نهر الكلب أم نفق الْخطَر؟
(الْخميس 18 تشرين الثاني 2004)

في منتصف الصيف انقلبَ صهريج زفت على مدخل نهر الكلب آتياً من بيروت، فانفلش الزفتُ السائل قبل مدخل النفق بأمتار، تماماً على الْمنعطف الذي يؤدي الى النفق، والذي يدخله السائقون عادةً بسرعةٍ ممكنة، وامتدّ الزفت السائل داخل طول النفق، وصولاً الى بضعة أمتار بعد النفق باتَجاه جونيه. وراجع الْمواطنون فكانت الوعود، كعادتها، كذابةً وقحة، لا مَن يُبادر ولا مَن يسأَل، والْحُجَج الاعتذارية التسويفية أقبح من بشاعة الإهمال.
ولا يزال الداخل من جهة بيروت الى نفق نهر الكلب باتجاه جونيه عرضة للخطر:
أولاً : خطر الانزلاق على الزفت السائل الذي جَمُدَ فبات ناعماً بشكل مُخيفٍ يُهدِّد السايرة كلّ لَحظةٍ بالانزلاق وصدم حتفة مدخل النفق ما يؤدي الى موةت أكيد.
ثانياً : خطر التزحلق داخل النفق إذا اضطُرّ الشائق الى ىالتوقف الئريع داخل النفق، لأن ارضلا النفق لم تعُد زفتاً خشناً بل على الزفت طبقة من الزفت السائل الْمتجمّد الذي لا يمكن إطار السيارة أن يتوقف عليه عندنا يريد السائق، بل ينْزلق فتصطدم السيارة حتماً بالسيارة أمامها، وقد يؤدي ذلك بسبب سرعة السيارة الى حادث اصطدام سيارات عدةٍ في وقت واحد داخل النفق.
ثالثاً : خطر الاصطدام بالفاصل بين النفق الْمتجاورين، لأن عدة حوادث سير حصل باصطدام السيارة مما جعل الفاصل غير بَيِّنٍ، وخاصةً في الليل، ما يشكل خطراً حقيقياً في الاصطدام به، والاصطدام به قاتل لا مَحالة فهو من الإسمنت الصُّلب، وخطر الْموت أكيد عند أدنى حادث.
رابعاً : خطر الْحادث الأكيد قبل الدخول في النفق، بسبب عشرات الإعلانات على الأوتوستراد من أنطلياس الى نفق نهر الكلب، في غابة بشعة مقرفة مؤذية من الإعلانات الْمُتلاحقة التي ليس فيها إعلانٌ بقدْرما فيها قلة ذوق ووقاحة عرض وتتالي أنوار تهدد السائق بالشرود إليها والاصطدام بالسيارة حدّه أو أمامه.
نعم… أربعة أخطار عند نفق واحد. ولا مَن يسأل ولا مَن يُحاسب.
ولو كان هذا النفق في طريق مهجورة عند أعلى الْجُرد، لهان الأمر وانتظرنا همة الدولة.
أما أن يكون النفق في أحدِ أكثرِ شرايين لبنان سيراً وحركةَ مرور، وبين الْمارين جهابذة الدولة المسؤولون الذين يَمُرُّون كلَّ يومٍ ذهاباً وإياباً الى بيروت أو الى الشمال، فهذا ما لا نفهم له تفسيراً، لأن خطرَ الْموتِ واقعٌ لا مَحالة، وخطرُ الْموتِ لا يُميِّز بين سيارةٍ لوحتُها بيضاء، أو لوحتها زرقاء، أو ذاتِ لوحة تَحمل رقماً حكومياً أسود.