هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

169: فلوريدا 4: الأعاصير فروضاً مدرسية

الحلقة 169: انطباعات من بُحيرة الليمون – فلوريدا (الْجزء الرابع): الأعاصيرُ فروضاً مدرسية
(الخميس 7 تشرين الأول 2004)

نبقى في الإعاصير التي ضربَت فلوريدا، ونقطف منها أمثولات.
بعدما انْحسرَت موجةُ الإعاصير الأربعة، وعاد التلامذةُ الى الْمدارس، طالعتْنا الصحفُ الْمحليّة بِخبَرٍ في صدر الصفحة الأُولى يشيرُ الى أنّ أولَ فرضٍ مدرسيٍّ سيُعطى للتلامذة في الْمرحلتَين الابتدائية والْمتوسطة، هو أن يُخبروا كيف مرّ عليهم الإعصار، ماذا فعلوا، أين اختبأُوا، ما كانت الإجراءاتُ الوقائيةُ التي اتَّخذها أهلُهم، هل كانت التعليمات الإعلامية كافيةً لإرشادهم، كيف أفادوا من تلك التعليمات، ما الذي تعلّموه في حال مَجيء إعصارٍ مقبل: ما الاحتياطاتُ الْيَجب أن يتّخذوها مما لم يتخذوه في الإعصار الْماضي، وكيف يتصرّفون في حال مَجيء إعصار آخَر.
تابعْتُ هذا الْخبر بانتباه، فقرأْتُ تَحقيقاً عنه بعد أيام، يسردُ كم أبدى التلامذةُ وعياً على ما حدَث، وارتقاباً لِما قد يَحدُث، ما يشير الى اندماجهم في مدارسهم بالْحياة العملية الْميدانيّة اللوجستية، درءاً لهم من الأخطار، وتهيئةً إياهم لكل طارئ.
فهل تلامذتُنا في لبنان يسهمون في الْحياة البيئية أو الاجتماعية أو اللوجستية اللبنانية، أم هم في عالَم آخَر من الكتب، منفصلٍ عما يعيشونه ويعاينونه ومنه يعانون؟
وهل نُهَيِّئُ جيلَنا الْجديد لِمواطنَةٍ عملية ميدانية اجتماعية مدنية، ونُحيطُهم بأجواءَ نقيةٍ صحيةٍ غيرِ التي نُحيطهم بها من مناخات سياسية صغيرة ضيقة موبوءة تَجعلهم، حين يكبرون، فئران مُختبراتٍ سياسية؟
التلامذة هنا في فلوريدا لا يعرفون نواب الْمنطقة، وإذا عرفوا لا يعنيهم هذا الأمر ولا يَهُمهم، لأنه لا يعني آباءَهم الذين، يوم الانتخاب، يذهب معظمهم الى التشمس على الشاطئ الذهبي.
والى اللقاء غداً في انطباعٍ أخير من هنا، من بُحيرة الليمون في فلوريدا… إليكم بيروت.