هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

161: برشلونة 6: متى المترو بين بيروت والأطراف؟

الحلقة 161: انطباعات من برشلونة (الْجزء السادس): متى الْمترو بين بيروت والأطراف؟
(الإثنين 27 أيلول 2004)

… وفي برشلونه أيضاً، تنقّلنا تَحت الأرض بالْمترو، هاربين من الوقت البطيء بالتاكسي أو الباص. ومنذ كنتُ أتنقّل بالْمترو في العواصم الأوروبية، وبالـ”صاب واي” في الولايات الْمتحدة، وأنا لا أنفكُّ أسأل: “لِماذا لا يكون عندنا مترو في بيروت”؟
فهو أوّلاً يَختصر الْمسافات بين شرايين العاصمة التي تكتظُّ اختناقاً في ساعات النهار.
وهو ثانياً يَختصر ضغط السير وزحمة السيارات ووقت الْمواطنين في التنقل بين نقطةٍ وأُخرى في العاصمة، فيتركون سياراتهم في الْمواقف ويتنقّلون بالْمترو.
وهو ثالثاً يوفّر في الطاقة على الطلاب والْمواطنين، فلا يعود هؤلاء، غير السنوبيين طبعاً، يستعملون سياراتهم في العاصمة بل يستقلّون الْمترو فيوفرون البنْزين والوقت والْمال.
وهو رابعاً يُخفِّف التلوُّث من عوادم السيارات التي تَخنق شوارع العاصمة.
وهو خامساً [إذا ألْهمَ ربُّنا الْمسؤولين وحقَّقوا هذا الْحُلم قبل نهاية القرن الْحادي والعشرين] يُمكن أن يمتدَّ، في غير العاصمة العقارية وبيروت الكبرى وضواحيها، الى البلدات اللبنانية شَمالاً وجنوباً، فيختصرَ الكثير من الضغط على هذا الأوتوستراد الساحلي الذي أصبح جلّ بطاطا بِحُفَرِه ورُقَعه، وتنربط الْمدن اللبنانية الساحلية بشبكة قطارات سريعة تقصّر الْمسافات وتسرّع الوقت وتسهّل دخولَ الْمواطنين العاصمةَ وخروجَهُم منها.
عند نهاية إحدى الْمسافات، هنا في برشلونا، أطلعْتُ موظف قطع التذاكر على النقطة التي انطلقتُ منها، وسألتُه كم تبعُد عن النقطة التي وصلنا إليها، فأجابني: “خمسةً وستين كيلومتراً”. تطلعتُ الى ساعة يدي، فإذا نحن، رغم وقوف الْمترو على الْمحطات، قطعنا الْمسافة بعشرين دقيقة فقط لا غير.
خمسةٌ وستون كيلومتراً في20 دقيقة. ففي أيّ قرنٍ يتحقَّق لنا ذلك بين بيروت وطرابلس أو بين بيروت وصور؟
والى اللقاء غداً في انطباعٍ آخرَ من هنا، من برشلونة… إليكم بيروت.