هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

126: أوسمةٌ للمتقاعدين والحمير

الحلقة 126: أوسِمةٌ للمتقاعدين والحَمير
(الاثنين 9 آب 2004)

في خبرٍ خاص بمراسل جريدة “الْمستقبل” من أنقرة، صدر نهار الاثنين الْماضي 2 آب الْجاري، أنّ محمود تانيديك رئيس بلدية ماردين (وهي بلدة نائيةٌ في جنوبي شرقي تركيا)، انسجاماً مع إصلاحات ديمقراطية يطالب بها الاتّحاد الأوروبي، أحال على التقاعد عشرين حماراً كانت البلدية تستخدمها لِجمع النُّفايات من أزقّة ضيّقة يصعب على شاحنات البلدية دخولُها. ودعا رئيس البلدية أعضاء الْمجلس البلدي الى اجتماعٍ للبحث في وسائل أخرى لِجمع القمامة، تلبيةً لطلب الْحكومة التركية مطالبَ الشروطِ الأوروبية الْمطابقةَ معايير كوبنهاغن، إذ لا يَجوز، بِحسب تلك الْمطالب، أن تكون تركيا مرشّحةً لدخول الاتّحاد الأُوروبي وهي لا تزال تَجمع القمامة على ظهور الْحمير.
وفي كلمته، أكد رئيس البلدية التِزامَ البلدية استمرارَ رعاية الْحمير الْمحالة على التقاعُد، وإعالتِها وتقديمِ الوجبات اليومية لها، واقتطاعِ مصروفها من صندوق الضمان الاجتماعي، لأن هذه الْحمير معتبَرَةٌ بِمثابة عمال رسميين موظّفين في البلدية، ولها، كالعمال، حق التقاعد والرعاية.
وفي نهاية الاجتماع، أقام رئيس البلدية وأعضاء الْمجلس البلدي احتفالاً خاصاً قلّد في نهايته الحمير العشرين أوسمةً خاصةً لِمناسبة إحالتها على التقاعُد.
بعد قراءة هذا الْخبر، في جريدة “الْمستقبل” نهار الاثنين الْماضي، 2 آب الْجاري، ومرور تعابير فيه، مثل “منح الأوسمة”، و”الإحالة على التقاعد”، و”صندوق الضمان الاجتماعي”، و”الرعاية” و”ضمان الشيخوخة”، لَم يَخطُر ببالي إلاّ سؤالٌ واحد: “ماذا لو كان لبنان هناك ومرشَّحاً لدخول الاتحاد الأوروبي”؟
وكذلك لم يخطر ببالي، أمام هذا الواقع السوريالي الساخر، إلاّ اسمٌ عالمي واحد: لافونتين، واسمٌ لبنانيٌ واحد: عمر الزعني.