هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

110: إياد خليفة نصر جديد للبنان الفن العالي

الحلقة 110: إياد خليفة نصر جديد للبنان الفن العالي
(الجمعة 16 تَموز 2004)

تتواصل نجاحاتُ اللبنانيين خارج لبنان، مِمّن لا يزالون طاهري الْمزاولة، ولم تفسدهم ولم تلوِّثهم ولم تُحبطهم ممارسات “بيت بو سياسة” التي توسّخُ سمعة لبنان كما ولا في فترةٍ من قبل.
أحدثُ هذه النجاحات الْمشرِّفة: حلولُ الطالب اللبناني في الكونسرفاتور اللبناني إياد أنطوان خليفة ثالثاً في الْمسابقة الدولية للبيانو (الرباط/الْمغرب) برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لَلاّ مريم.
الْمباراة جرت بين الخميس أول تموز الجاري والخميس الْماضي 8 منه، واحتلّ الْمركزان الأَوّلان فيها طالبان صينيان، وحلّ بعدهما مباشرةً الطالب اللبناني إياد أنطوان خليفة، متفوّقاً على 314 متبارياً شاركوا فيها من اثنتين وعشرين دولة هي: الجزائر، ألمانيا، النمسا، بلاَّروسيا، البرازيل، بلغاريا، كندا، الصين، كوريا، إسبانيا، الولايات المتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، لبنان، المغرب، فلسطين، البرتغال، سويسرا، تايوان، تونس، تركيا.
والطالب اللبناني نال تنويه اللجنة التحكيمية التي تشكّلت من عشرة خبراء دوليين، منحوه درجة “ممتاز” على عزفه “الناضح بالرقة والشفافية والإحساس العالي” كما ورد في براءة الجائزة.
وليس هذا جديداً علينا، فقبل ستة أشهر أذهلَنا بعزفِهما التوأمان الْموهوبان ساري وإياد خليفة مساء الْجمعة 9 كانون الثاني الْماضي في أمسية الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية بقيادة الدكتور وليد غلمية، فانفرد ساري عازفاً على التشلّو في كونشرتو سان سانس للتشلّو والأوركسترا، وانفرد إياد عازفاً على البيانو في كونشرتو كابالِفسكي للبيانو والأوركسترا، وأمسِـيتئذٍ علت في المآقي دموع فرح لاكتشافنا عازفين موهوبين جديدين في أجندتنا اللبنانية.
فالتهنئة لإياد على هذا النصر حققه للبنانَ الفن بين كبريات الدول، والتهنئة للوالد أنطوان خليفة عازف الكمان الْمعروف في الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية والأستاذ في الكونسرفاتوار اللبناني، والشكر أيضاً وأيضاً للوليد غلمية على إتاحته دائماً فرصَ الإطلالات لِمواهبنا اللبنانية الأصيلة.
والتهنئة أولاً وأخيراً للبنانَ الذي يُغرقه سياسيوه في وحول الصغائر فينشُلُهُ منها مبدعوه ويطلقونه في العالم وطن الجودة لا الكثرة، وطن الْمواهب لا الْمذاهب، ووطنَ الإبداعِ الذي وحدَهُ أبقى وأرقى وأنقى من سلوكيات “بيت بو سياسة”.