هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

86: طرقاتنا لسياحة الصيف أم صحارَى للخطر؟ (الجزء الأول)

الحلقة 86: طرقاتنا لسياحة الصيف أم صحارَى للخطر؟ (الْجزء الأول)
(الاثنين 14 حزيران 2004)

لأننا عشية موسم الصيف، إذاً موسم السياحة، نطرح اليوم ما نطرح، لتحسين وضعٍ يعرفه الْجميع ويتذمر منه الْجميع ولم تدركه الدولة بعدُ لتُحسّنه فتحسّنَ نِظرة السياح الى وطننا السياحي.
بعد ظهر أمس الأحد أخبرني صاحب شركة لتأجير السيارات أن اثنين: الأول من دولة أوروبية والآخر عربية، أعادا الأُسبوع الْماضي بعد ظهر اليوم نفسه، سيارتيهما الْمستأجرتين، لأنهما عجزا عن قيادتهما على طرقاتنا، خوفاً من وضع السير الذي… لايضبطه رادع.
وعجز صاحب الشركة، هو الآخر عن إجابة الزبونين حول ما عايناه على طرقاتنا.
وبالفعل: بِمَ يُجيبُهما أو يُجيب أياً آخر، عن أن يكون السائح واقفاً على الضوء الأحمر، فيتجاوزه سائق آخر ويعبر الطريق على الضوء الأحمر؟
وبم يجيب سائحاً آخر يتوقف على الضوء الأحمر فيروح مَن وراءه يزمّرون له ويستغربون ويغضبون كيف لا يسير، رغم أن الضوء أحمر؟
وبم يجيب سائحاً يسأل كيف عليه أن يؤمّن جميع جهات التقاطع، ولو كان الضوء عنده أخضر، خوفاً من سائق أرعن من الْجهة الْمحاذية أو الْمقابلة لن يتوقف على الضوء الأحمر؟
وبم يجيب سائحاً يسأل عن الْخطوط البيض وسط الطريق، وهي التي نهاراً تُحدد أماكن التجاوز أو عدم التجاوز، وليلاً تساعد على استبيان حدود الطريق؟
وبم يجيب سائحاً يسأل عن سائقين رعناء يتجاوزون السيارات عن اليمين وعن اليسار ويقودون سياراتهم بسرعة مجنونة ويسيرون زيكزاكياً بين السيارات؟
وبم يجيب سائحاً يسأل بكل براءة: لماذا طرقاتكم خالية من رجال شرطة السير يردعون الْمتهورين عن تهوير الناس وتعريضهم للخطر؟
موسم الصيف، يكون سياحةً بتنظيم السير أو فهو صحراء تهددها الفوضى وتَحرمُ السياح من أن يكملوا موسمهم في ربوعنا الْجميلة.
وغداً لنا موعدٌ آخَر لنواصل الْموضوع.