هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

77: علامة ضوء جديدة في “صوت لبنان”

الحلقة 77: علامة ضوء جديدة في “صوت لبنان”
(الثلثاء 1 حزيران 2004)

في الكثير من دُوَل العالَم الْحضارية، تدخل الفنون في حياة الشعب اليومية، فإذا جزءٌ من ميزانيات الناس هناك شراء لوحة، أو بطاقات مسرح أو صالات أوبرا وكونشرتوات، لأن الفنون تُهَذِّب العقل والتفكير والسلوك الْمدني.
جزءٌ بالغٌ من هذا التوجُّه: الْموسيقى الكلاسيكية. والذي يعرف كم ينتظر في الغرب أياماً طويلةً ليحجز مقعداً له في صالة كونشرتو أو أوبرا ليحضر أمسية أوركسترا سمفونية أو فيلارمونية، يدرك كم نحن بعيدون عن هذا الْمنحى وما أحوجنا إليه.
الثامنة والنصف مساء الْجمعة الْماضي، كان مستمعو إذاعة “صوت لبنان” يتابعون نقلاً مباشَراً على الهواء، لا لاحتفال سياسي يذرّ على الناس خطباً غرائزية رنانة، ولا لندوة سياسية تتداول في أمور جدلية عقيمة، بل كان نقلاً مباشَراً لأمسية موسيقية في كنيسة القديس يوسف من الْجامعة اليسوعية، دعا إليها الكونسرفاتوار اللبناني، أحيتْها الأوركسترا السمفونية الوطنية اللبنانية، وقادها رئيس الكونسرفاتوار الدكتور وليد غلميّة.
خطوةٌ غيرُ عاديّة قامت بها “صوت لبنان”، ببادرة من الزميلة “وردة”، أن تضمّ هذه الإذاعة، الى مستمعيها في لبنان وفي جميع أنْحاء العالم، مستمعين جدداً هم الراقون الذين تعنيهم الْموسيقى الكلاسيكية، وتدريجياً ستضم مستمعين آخرين جدداً سيبدأون بالاعتياد على الْخلود الى ساعتين من موسيقى كلاسيكية ترقّي الشعوب الى مستوى حضاري يَمُجُّ طراطيق أغانٍ تافهة تفسد الذوق وتقتل كل حس جمالي.
الإذاعة الْمسؤولة، ذات الرسالة الْمثقِّفَة لا الْمسلّية وحسب، لا تَجرفها موجة الطفيليات والطحالب، بل تقدّم الرُّقيّ الى مستمعيها في أمسيات موسيقى كلاسيكية تَجعل مستوى لَها كإذاعة، ولِمستمعيها الذين يدخلون معها الى مستوى العقل الْخلاق الْمبدع.
نقل الأمسيات الكلاسيكية علامةُ ضوء جديدة في “صوت لبنان”، ونافذةٌ في هوائها على أفق الْحضارة العالية.
هنيئاً للبنان الإبداع بإذاعةٍ تعرف كيف تنقل مستمعيها الى مستوى الإبداع العالي.