هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

70: مطبّات الطرقات للطائشين أم أفخاخ لسيارات المواطنين؟

70: مطبَّات الطرقات للطائشين أم أفخاخ لسيارات الْمواطنين؟
(الْجمعة 21 أيار 2004)

يقيناً أنّ الذي اخترع فكرة الْمطبات على الطرقات، لَم يكن قصدُه تكسيرَ السيارات، ولا التسبُّبَ باصطدام السيارة الآتية وراء السيارة الْمخفِّفة أمام الْمَطَبّ.
لكنّ تطبيق هذه الظاهرة عندنا مبالَغٌ به الى حدود الإزعاج حتى بتنا نَمتطي هذه الْمطبات في أي طريق نسلكه نحو أي اتجاه وفي أية مدينة وقرية.
نفهم أن تكون هذه الْمطبّات على مداخل الْمدارس الكبرى، وأن تكون في زواريب ضيقة، وفي أزقة مباغتة، منعاً لطيش سائقين يسببون حوادث على الْمفترقات والنواصي والْمستديرات.
أما أن تنتشرَ هذه الْمطبّات على الطرقات الدُّولية الكبرى، وتكونَ مباغتةً فجائيةً بدون إنذارٍ مسبَق أو لافتةٍ منبِّهةٍ قبل مئات الأمتار، فهي لم تَعُد مطبات للطائشين من السائقين بل أفخاخاً للمواطنين يكسِّرون عليها سياراتهم أو يفاجَأُون بها فيخففون السرعة فجأة وتصدمهم السيارة التي وراءهم.
فهل يُعقَل أن يُفاجأَ السائق بِمجموعة مطبات متلاحقة على طريق الْحازمية نزولاً قبيل مستديرة الصياد، وهو طريق دولي عام سريع لا يَجوز أن يتوقّف عليه السائق فجأةً وبسرعة وقوف قياسية تسبب حتماً أن تصطدم به السيارة الآتية من الْخلف؟ وما مبرر هذه الْمطبات؟ الْمفارق؟ هذه أصلاً مفارق يجب إلغاؤُها على طريق دولي سريع، عوض تفخيخ الطريق بِمطبات مفاجئة.
وبعد… وأكثر… إذا كانت هذه الْمطبّات من جهةٍ لتخفيف سرعة الطائشين من السائقين، فهي من جهة أخرى لزيادة تنبلة رجال شرطة السير الذين أصلاً نراهم على الطرقات ضجرانين لا جَلَد لهم على توقيف السيارات الْمسرعة أو الْمخالفة، فكيف بهم باتوا حين يتّكلون على الْمطبات لتخفيف سرعة السيارات وتوفير العناء على شرطة السير؟
إن هذه الْمطبات الْمتلاحقة: معدنيَّها أو أَسْفَلتيَّها أو إسمنتيَّها، باتت عذاباً حقيقياً لنا ونَحن نكسّر سياراتنا مرةً على مطبٍّ عالٍ، مرةً على قناةٍ عميقة بعرض الطريق، مرةً على حُفر فتحات الْمجارير، مرةً على علوات فتحات الْمجارير الناشبة أعلى من الطريق، ومراتٍ مراتٍ في حفرٍ على كلٍ مترين من الطريق، تتكسَّر فيها سياراتُنا الْمُصَنَّعةُ أصلاً للسير على طرقات معبّدة، لا على طرقات مستعبَدة بِحالةٍ أسوأَ من… جلالي بطاطا.