هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

55: الهوية اللبنانية الضائعة في دوائر الدولة

الحلقة 55: الهوية اللبنانية الضائعة في دوائر الدولة
(الجمعة 30 نيسان 2004)

لا نفهم حتى اليوم ما الذي يعيق الدولة عن توحيد بطاقة الْهوية اللبنانية.
لا نفهم حتى اليوم كيف قسمٌ من اللبنانيين يَحمل بطاقةَ الْهوية الْجديدة الْممغنطة، وقسم ثانٍ يَحمل البطاقة القديمة الْخضراء وقد أصابها الاهتراء والتلف وتَجمعُ أوصالَها الْمتقطِّعةَ ضماداتٌ أوراق التلزيق، وقسم ثالث لا يحمل بطاقة جديدةً ولا بطاقة قديمة، بل إخراجَ قيدٍ فردياً يُضطَرُّ الى الاستحصال على آخرَ كلما قدّمه في دائرةٍ أو مرّ على الْحدود البَريّة.
مع أن مشروعاً كان بدأ تطبيقه قبل فترة، لاستبدال بطاقة الْهوية القديمة ببطاقة جديدة أخذها قسم من الشعب، وتوقف الْمشروع بسحر ساحر، أو قدرة قادر، أو لأن راجح دخل الضيعة وأخذ الْمشروع وضلو رايح.
فهل معقولٌ أن تضيع الْهوية اللبنانية في دوائر الدولة اللبنانية؟
إن الدولة، نقولها ونرددها وسوف نظل نقولها ونرددها: إنّ الدولة أولاً وأخيراً: هيبة. والْهيبة لا تكون بالتصاريح الصحافية ولا بالْمواقف الإعلامية ولا بالْجلسات التلفزيونية ولا بلقاءات الـ”توك شو” على الشاشات يتناطح فيها السياسيون كالديوك السويدية.
الهيبة تكون باجتراح قانون، وتطبيقِهِ بِحسْمٍ وحزمٍ وعزم، سيفاً مصلتاً فوق جميع الناس، يَهابُهُ من ينوون الْمخالفة، ويَحترمه من يشتاقون تطبيقَه، ويشعر أبناؤنا أنهم في وطن يفرِضُ القانون فرضاً وليس في تطبيقه أبناء ست وأبناء جارية.
وهذه، إذا تَمَّتْ، خَطوةٌ أُولى لثقتِهم بوطنهم، وتفكيرهم بعدم التسرُّع في قرار هجرتهم الى وطن آخر يكون فيه القانون فوق الجميع.