هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

52: فؤاد حبيش من نصف طابق في بناية، إلى عمارة نهضة أدبية

الحلقة 52: الشيخ فؤاد حبيش من نصف طابق في بناية، الى عمارة نهضة أدبية
(الثلثاء 27 نيسان 2004)

السادسة بعد ظهر اليوم، تَحتفل “الأوديسيه” بإزاحة الستارة عن لوحة تذكارية على بناية.
اللوحة تقول: “في علّية الطابق الأول من هذه البناية، أسس الشيخ فؤاد حبيش جريدة “الْمكشوف” (في أول أيار 1935) و”دار الْمكشوف” (سنة 1936) وبهما احتضن أعلام النهضة الأدبية في لبنان”.
الْمكان: زاوية البناية الْمطلة من جهةٍ على الآثار في قلب العاصمة، ومن الْجهة الثانية تفتتح نزولاً شارع الْمعرض، قبالة بناية اللعازارية والتياترو الكبير.
الْمكان قد لا يعني شيئاً للمارة اليوم من الْجيل الحالي أو ربما السابق. لكنّ هذه البلاطة التذكارية ستقود بعضهم الى التسآل، ليقودهم الْجواب الى أن الشيخ فؤاد حبيش، في هذا الأنترسول الواطئ، علّى كبار من باتوا لاحقاً أعلام الأدب في لبنان، من الياس أبو شبكة الى توفيق يوسف عواد الى عمر فاخوري الى سليم حيدر الى محمد البعلبكي الى سائر شلّة بدأت تنشر بواكيرها في “الْمكشوف”، حتى إذا حوّلها الشيخ فؤاد حبيش الى دار نشر، أطلق منها مؤلفات من عمّروا لنا تراثنا الأدبي في النصف الأول من القرن العشرين.
و”الأوديسيه” بهذه البادرة، تفتح تقليداً جديداً باستذكار معالِم الأعلام، حتى تصبح اللوحات التذكارية في شوارع بيروت، واستطراداً في كل لبنان، شواهد على تراثنا الأدبي والفني والثقافي الْمشِع، أُسوةً بِما نشهده في عواصم ومدن كبرى من العالَم، نقرأ على جدرانها أنّ الشاعر الفلاني عاش في هذا البيت، أو الفنان الفلاني كان يجلس في هذا الْمقهى، الى لوحات تذكارية تكرّس ذاكرة الْمكان شاهدةً حيةً على مَن سكن الْمكان.
وليشتعل لبنان، للسنوات الْمقبلة، شواهدَ حيةً على مَن مروا في بلادنا وغادروا، فلا أقلّ من أن نترك بعدهم لوحةً في الْمكان تشير إليهم، حتى ينحني الْمارة أمام علامة هذا الْمكان إجلالاً لِمن كانوا ذات يوم نُجوم الْمكان في زمان لبنان.
وهكذا كان الشيخ فؤاد حبيش، كما سيعرف عنه الذين سيمرون بعد اليوم بزاوية الْمبنى الذي يُحاذونه قبل أن يغلُّوا في شارع الْمعرض.