هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

32: أيتها المرأة اللبنانية هلّمي إلى البلدية

الحلقة 32: أيتها المرأة اللبنانية هلمي الى البلدية
(الثلثاء 30 آذار 2004)

أما والمواعيد تحددت، والاستعدادات ابتدأت، والصور أخذت تملأ الحيطان وتعيدُها الى فوضى هذه الظاهرة المتخلفة، فالمعركة البلدية انطلقت، ونحن منها على أسابيعَ قليلة.
ومن الآن الى يوم الاقتراع، مدعوَّةٌ أنتِ، أيتها المرأة اللبنانية، زوجةً وأمّاً وصبيّةً وجامعية، في كل لبنان، كل لبنان، مدعوَّةٌ أنتِ الى الترشُّح للانتخابات البلدية، كي تطرّزيها بحضوركِ الذي يُضفي على العمل البلدي لمسةً لا يأتيها الرجال، لمسةَ الأناقة والترتيب والتنظيم والمشاركة في القرار، كي تصبح المرأة اللبنانية شريكةً في اتخاذ القرار لا متلقِّيَةً إياه من الرجل وعليها أن تنفِّذ قرارات المجتمع الذكوري.
ولا تظنّي العمل البلدي حصراً في بوتقة ضيِّقة، وأنتِ طموحُكِ الوزارة والنيابة. فطريقكِ الى الوزارة تبدأ بنجاحك في الحكومة المحلية المصغَّرة التي هي البلدية. وطريقكِ الى المجلس النيابي للخدمة العامة في دائرتِك النيابية، تبدأ من نجاحك بالخدمة العامة في دائرتكِ البلدية.
فإذا كان الوصول الى الوزارة يقرره سواكِ مديناً لاعتبارات سياسية محلية وإقليمية عليا، فالوصول الى البلدية مدينٌ لحضوركِ أنتِ في بلدتِك، واشتغالك أنتِ بين أهلك وأصدقائك في البلدة.
وإذا كان الوصول الى المجلس النيابي تقرره تحالفاتُ سواكِ المبنيّةُ على مصالح واتفاقات ومحادل وحامولات جماهيرية عمياء لناخبين غير معروفين، فالوصول الى المجلس البلدي تقررينه أنتِ بما تزرعينه من ثقةٍ في ناخبيكِ المعروفين.
ومهما تتدخلِ السياسة في الانتخابات البلدية، يبقَ حضورُكِ طاغياً على هذا التدخُّل، فالوقائع أثبتت أنَّ المرأة أقلَّ من الرجل عرضةً للرشوة والفساد والفوضى والإهمال، وأكثر منه عطاءً واندفاعاً في الحقل العام. ولنا في المرأة اللبنانية التي تدير جمعياتٍ أهليةً ومؤسساتٍ عامةً ووزاراتٍ ومديرياتٍ عامة، خيرُ دليلٍ على نصاعة المرأة التي، إذ تنجح في إدارة بيتها وأسرتها، تنجح خارجهما على المستوى البلدي.
ومن الدائرة البلدية تنطلقين الى دائرة الوطن، وتسترجعين مجد أميراتٍ للبنان كنّ في غير حقبة من تاريخ لبنان، هنَّ هُنَّ تاريخَ لبنان.