هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

417: … وصعد إلى السماء من قمة حرمون

السبت 23 تَموز 2005
-417-
الحجُّ السنوي الرابع الذي دعا إليه زياد شبلي العريان (رئيس بلدية راشيا الوادي) ليومين (5 و 6 آب المقبل) إلى قمة جبل الشيخ (حتى قصر شبيب=2814م عن سطح البحر) لمناسبة عيد تجلي (أو تَرَائي) المسيح لتلامذته، قد يكون مقدمةً مذهلةً لبلوغ حقيقة لبنانية جديدة تثبتُ (علمياً إذا تابع الموضوعَ اختصاصيون في التاريخ) أنّ التجلّي حصل على قمة حرمون في لبنان.
ورغم لغْطِ أن التجلي حصل على قمة جبل طابور (أو ثابور أو الطور) فالوقائع التي ظهرت، والمهيَّأةُ أن تظهر نتيجة أبحاث يقوم بها حالياً علماء تاريخ ولاهوت معمِّقون، تذهب إلى الإشاحة عن جبل ثابور (843 قدَماً) في وادي جزرائيل، والميل إلى أن التجلي حصل عندنا في لبنان على قمة جبل حرمون. ويرجِع العلماء في ذلك إلى ما كان يمثله جبل حرمون من هيبة وشموخ وارتفاع كأنه (في عيون ناس تلك الأيام السحيقة) يصل الأرض بالسماء. فها هو المزمور 89 يقول في الآية 13: “أنت خلقت الشمال والجنوب، ولاسمك يهلل ثابور وحرمون”. وفي إنجيل متى أنّ ملاكاً ظهر على مريم المجدلية ومريم أم يعقوب فقال لهما (7:28): “أسرِعا في الذهاب إلى تلاميذه وقولا لهم إنه قام من بين الأموات وهو يتقدّمكم إلى الجليل فهناك ترونه”. ويضيف متى (10:28): “قال لهما يسوع: لا تخافا. إذهبا فقولا لإخوتي يمضوا إلى الجليل”. وفي حاشية الكتاب المقدس (منشورات دار المشرق) أن “متى روى تَرَائي يسوع للتلامذة الأحدَ عشَر على الجبل في الجليل من غير أن يروي تَرائيه لهم في أورشليم وعلى شاطئ بحيرة طبريا”. ويُكمل متى (16:28): “وذهب التلاميذ الأحد عشر إلى الجليل، إلى الجبل الذي أمرهم يسوع أن يذهبوا إليه. فلما رأَوه سجدوا له، فدنا وكلّمهم: إذهبوا وتلمِذوا جميع الأُمم. وهاءنذا معكم طوال الأيام إلى نهاية العالم”.
وإذ يَثبت أن قانا الجليل هي قانانا نحن، قانا لبنان، وأن الجليل (الأعلى) أيام المسيح كان يمتد إلى جنوب جنوبنا (والإثباتات كثيرة علمياً وتاريخياً) يذكر المستشرق الإيطالي مارتينيانو رونكاليا (في كتابه الحدث: “على خطى يسوع المسيح في فينيقيا لبنان” الصادر عن “المؤسسة العربية للدراسات ما بين الشرق والغرب”) في فصل خاص عنوانه “جبل طابور أم جبل حرمون؟”(ص 283) أنّ “يسوع وتلامذته كانوا في حرَم قيصرية فيليبّس وهي على سفح حرمون” (منطقة مرجعيون اليوم). لذا من الطبيعي أنَّ إيعازه إليهم بموافاته إلى قمة الجبل يشير بوضوح إلى قمة حرمون، وأنّ الأيام الستة بين تاريخ القيامة وتاريخ التجلّي هي الفترة المنطقية التي يُمضيها التلامذة الأحد عشر في تسلّق 2814 متراً حتى قمة حرمون.
والجهد الذي يبذله المطران الياس كفوري (راعي أبرشيات صور وصيدا وحاصبيا ومرجعيون وراشيا) لتشكيل “لَجنة التجلّي” كي يتابع هذا الموضوع اللبناني العظيم في ملف موثَّق علمي يرسله إلى قداسة البابا بندكتوس السادس عشر فتدرسه دوائر الفاتيكان المعنيّة وتقول كلمتها، وما يقوم به الصديق شوقي دلال (رئيس محترف راشيا للثقافة والفنون) مع المنظمة العالَمية للملكية الفكرية لتسجيل قمة التجلي على لائِحة جَردها العالَمي، جهد وطني عظيم لإضافةٍ تاريخية موثقة مهمة في إثبات واحة إضافية أُخرى من واحات لبنان المهيَّأ أن تكون فيه السياحة الدينية نقطة جذب سياحية عالمية إذا عرفْنا كيف ننشر على العالم خطى يسوع المسيح على أرضنا من صور إلى صيدا إلى صرِبْتا (الصرفند اليوم) إلى قيصرية فيلبُّس إلى قانا التي فيها اجترح أُعجوبته الأُولى، وإذ حان موعد ختام حياته الأرضية ليعود إلى أبيه في السماء تَجلّى لتلامذته على قمة حرمون في لبنان.