هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

265: علي عاكوم: عالمي جديد من لبنان

السبت 10 آب 2002
– 265 –
عشرة “أزرار” متتالية لن تكفيني لتعداد (مُجرد تعداد) شهاداتِه ومناصبه وبراءات التهنئة والتنويه والإقرار وثبت جديده في الطب، والْمقالات والدراسات الْموضوعة عن اكتشافاته الطبية.
كل هذا، وعلي عبدالْحفيظ عاكوم ما زال في الثانية والأربعين، ويتحدّث عن “شغله” بتواضع العلَماء وبراءة مَن (كأنه) لا يأْبه لأهَمية ما أَنْجز، قياساً على ما في تصميمه أن يُنجز.
على شرفة بيته الوالدي في بسابا (الشوف)، تَحتنا وادي بسري وأمامنا جبل جزين، راح يطلعني على ملفه الضخم، يَمر بأوراق وثائقية ثبوتية من دون اكتراث، فيما أقلُّها يتمنى من بلغ السبعين أن يَحمل واحدة (فقط واحدة) منها: هذه شهادة انتسابه الى جَمعية جينيكولوجيي كندا (1998)، وهذه الى أكاديْمية العلوم في نيويورك (1997)، وهذه الى الْجمعية الأميركية لتقدم العلوم (1998)، وهذه شهادة “رائد دولي في معالَجة الأندومتريوز “مرض بطانة الرحم” (1999)، وشهادات “بروفسور باحث” لدى كلية الطب في جامعة لافال الكندية (التي أعلنته أُستاذاً متفرغاً لديها مدى الْحياة، وهو بذلك أصغر طبيب بروفسور في العالم ينال هذا الْمنصب في سنٍّ مبكرة)، وهذه مَجلة “كيبيك ساينس” (عدد شباط 2000) تنشر على غلافِها موضوع “أعظم 10 اكتشافات في العالَم لعام 1999” وبينها اكتشافه وفريق عمله في “مركز أبْحاث مستشفى القديس فرنسيس الأسيزي”، تَحويل فيروس يسبب سرطان الرحم (مشكلة جينيكولوجية تطال على الأقل 10 في الْمئة من النساء). وكل هذا إضافة الى إنْجازه السابق (1986) زرع الشرايين وصدور دواء myxalin الذي يتضمن اسْمَه (ali) كما ورد في مقالي السابق عنه (“النهار”-22/1/2002).
يواصل تقليب الوثائق، تنافس واحدتُها الأخرى أهَمية علمية، فأستمهله لأقرأَها (بدهشة وإكبار) وهو كأَنّها تعني سواه، يبتسم ببراءةٍ كأنه يقلب أوراق جريدة، فأتذكّر قول أُنسي الْحاج في “الرسولة”: “أنتِ التي تغيّر العالَم بدون انتباه”، وقول الأخوين رحباني: “حلوه والْخصر بيلوي وما بتعرف إنّها حلوه”.
معنا على الشرفة زوجته الطبيبة ماهرة قبلان عاكوم وأولادهُما الأربعة (ألكسندرا، دانيال، ريّان، عفاف). يُخبرني أن ألكسندرا (8 سنوات) بناء على طلب معلمتها أن تتحدث عن مادة تُحبُّها، تَحدثت عن “السماق” اللبناني وعن متحجرات أسْماك حَملها والدها من لبنان. ويومَ الطفولة الوطني في كندا، طلبت الْمعلمة أن يرسُم التلامذة ما يرغبون فرسَمت أَلكسندرا علَم لبنان مُجيبة معلمتها: “فخورة أن أكون لبنانية”.
في الذاكرة اللبنانية العلمية لبنانيون عالَميون نكبر بِهم: حسن كامل الصبّاح، بيتر مدور، مايكل دبغي، فيليب سالِم،… أيها اللبنانيون، أضيفوا الى ذاكرتكم اسْماً لبنانياً عالَمياً جديداً في الطب: علي عاكوم.