هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

142: ثلاثة نجوم جديدة في العالم

الخميس 6 نيسان 2000
– 142 –
في مطلع 1999 أعلنت منظمة اليونيسيف عن مسابقة في الرسم حول موشوع “عالمنا عام 2000″، برعاية “مؤسسة حماية البيئة” (رئيسها الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني)، بدعم مباشر من الأمم المتحدة ومتابعة شخصية من أمينها العام كوفي أنان. والهدف: اختيار 12 لوحة من كل أنحاء العالم لإصدارها في روزنامة (من 12 صفحة، أي لوحة لكل شهر فيها) يعود ريعها لصندوق اليونيسيف.
وجاءت تلك (كما وصفتها موسوعة “غينيس”- طبعة 2002) “أكبر مسابقة تشكيلية في التاريخ”، إذ بلغت الأعمال المقدمة 583 22 لوحة، اختارت منها اللجنة الدولية 255 من 51 بلداً في العالم، على أساس اختيار خمس لوحات من كل بلد. وبين هذا الكمّ الهائل من اللوحات والبلدان، فاز لبنان بثلاثة أعمال، هي من ريتا عضيمي، راشد كمال بحصلي، وديما حجار.
ثم عادت اللجنة، في تصفية أولى وتضييقاً لهامش الانتقاء، فانتخبت 150 عملاً، ومن جديد بقيت بينهما الأعمال اللبنانية الثلاثة. ثم قامت اللجنة بتصفية ثانية، فاستبقت 50 عملاً فقط، وبقيت بينهما الأعمال اللبنانية الثلاثة. ثم ّ قلّصت اللجنة العدد في تصفية نصف نهائية، فأبقت 20 عملاً فقط، و… أيضاً وأيضاً بقيت بينها الأعمال اللبنانية الثلاثة. وحين أعلنمت اللجنة التصفية النعائية مستبقية 12 عملاً فقط، فازت تسع لوحات من تسعة بلدان ووحده لبنان فاز بثلاثة أعمال، هي لوحات فنانيا اللبنانيين الشباب: ريتا عضيمي وراشد كمال بحصلي وديما حجار.
وحين استقبل الأمير تشارلز الفائزين الاثني عشر في قصره الخاص (سانت جيمس- لندن)، وسط تغطية إعلامية عالمية واسعة، كانت اللوحات اللبنانية الثلاث هي التي توقّفت عندها أطول مما عند سواها، وهنّأ لبنانيينا الشباب على لوحاتهم.
وأكثر بعد: استكمالاً لمشروع اليونيسيف على مستوى فناني العالم، أعلنت المنظمة الدولية عن مسابقة أخرى، موازية لتلك، “لاختيار لوحة تكون طابعاً بريدياً لليونيسيف عام 2000″ ويعود ريعه كذلك لتغذية صندوق المنظمة من أجل القيام بنشاطاتها الإنسانية”. وعند غربلة آلاف اللوحات أمام اللجنة التحكيمية الدولية، برئاسة الأمير تشارلز نفسه، اختارت اللجنة لوحة الفنانة اللبنانية الشابة ريتا إميل عضيمي “الإنسانية تعانق كوكب الأرض”.
لبنان الحقيقي هو هذا. لبنان الذين يتخطّون حدود لبنان الجغرافيا وما فيها من اختناق سياسي وتنظيري وجدلي وسجالي، ليطلعوا إلى حدود العالم الواسع حاملين صورة نقية للبنان النقي.
هؤلاء هم “السرج التي لا تطفئها الرياح”، ممن عناهم جبران في صرخته “لكم لبنانكم ولي لبناني”.
ريتا عضيمي، راشد كمال بحصلي، ديما حجار: نعتز بكم ونكبر، وليحفظكم الله لوطنكم نجوماً ثلاثة في ليله الذي لا يحمل إليه الفجر الساطع البهيّ إلا من كان مثلكم: ساطع الإبداع، بهيّ الإنتماء إلى لبنان.