هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

106: … وزوق مكايل “مدينة السلام للعالم العربي”

الخميس 8 تَموز 1999
– 106 –
مرة أخرى: لبنان على الخريطة العالمية. ومن زوق مكايل هذه المرة.
فبعدما كانت منظمة الأونيسكو قد أعلنت “بيروت عاصمة ثقافية للعالم العربي سنة 1999″، ها هي نفسها أول أمس تعلن زوق مكايل “مدينة السلام للعالم العربي سنتي 1999-2000”.
وجائزة الأونيسكو هذه، تُمنح مرة كل عامين لمدينة تكون قد حققت خمسة شروط: حوار أهلي، إنجاز مديني، عمل بيئي، نشاط ثقافي، توجيه تربوي مدني. والمدن موزعة على خمس مناطق من العالم: أفريقيا، الدول العربية، آسيا، أوروبا، أميركا اللاتينية.
في مسابقات هذه السنة شاركت 62 مدينة من العالم، بينها 8 من العلم العربي: الإسكندرية، الجزائر العاصمة، عين جالاا، غزة، مسقط، تونس العاصمة، اللاذقية، حلب زوق مكايل، والجائزة: براءة بتوقيع فديريكو مايور لرئيس البلدية، ومبلغ نقدي 25 ألف دولار للبلدية.
شعار المسابقة: “بناء السلام والرجاء، وتخطيط مدن إنسانية للقرن الحادي والعشرين”، والفائزون: رؤساء بلديات يختارهم المدير العام للأونيسكو شخصياً بحسب تقارير اللجان المرفوعة إليه.
هي هي زوق مكايل، مرة أخرى، في الواجهة ولا في لبنان هذه المرة، وهي وردة لافتة من ورود لبنان، بل في العالم الذي لم ينسَ بعد فوز لبنان بكأس آسيا في كرة السلة، ولا وقوف بافاروتي في عاصمته، ولا فوز ملكة جمال روسيا بتاج أوروبا في بيروته، لبنان الذي أقلق العالم بوقوعه تحت نيران الغدر الإسرائيلي الليلي، والذي عاد فادهش العالم حين أشرقت الشمس فوقف قبل كل صباح يمشط شعره ويلبس أحلى حلله ويعلن أنه داوى جروحه وبادر إلى ترميم آثار الغدر برسعة لم يكن يتصورها أحد.
زوق مكايل، التي تتوجها الأونيسكو بعد أيام “مدينة السلام للعالم العربي”، هي جوهرة نهاد نوفل رئيس البلدية الحضاري الذي تمنى سعيد عقل أكثر من مرة لو نصوغ منه نسخاً لسراياتنا ونماذج لمسؤولينا في الحقل العام، حتى يكون عندنا نهاد نوفل في كل مركز حيوي عام.
بعد أسبوع، في لا باز (بوليفيا) أعلى عاصمة في العالم (3700 متر) والعاصمة الثقافية لأميركا اللاتينية سنة 1999، حين سيقف نهاد نوفل أمام المدير العام للأونيسكو فديريكو مايور يتسلم منه الجائزة، سيرنو العالم إلى تلك القمة العالية، وسيرى لبنان مضيئاً مرة أخرى على العالم العربي، بواحتين فيه حضاريتين: بيروت عاصمة للثقافة، وزوق مكايل مدينة للسلام.
وسيدرك العالم أن لبنان حقاً “مساحة روحية” خلاّقة تطرز خرائط الدنيا.