هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

66: قطاف الأونيسكو كان بجدارة

الخميس 1 تشرين الأول 1998
– 66 –
هنيئة للمركز التربوي للبحوث والإنماء خطوته الطليعية بإطلاق “العام الدراسي الأوّل وفق النظام التربوي الجديد في لبنان”، مع بدء تطبيق المناهج الجديدة وصدور الكتب الموحدة للتربية الوطنية والتنشئة المدنية.
وهنيئاً للبروفسور منير أبو عسلي ورفاقه قطاف جهودهم ثمرة يانعة في قصر الأونيسكو شارك فيها كل لبنان في الصالة وعبر الشاشة وعلى صفحات الصحف، بعد شهر مضن لأشهر طوال.
ومن يعرف منير أبو عسلي، ومراقبته الدؤوبة ومتابعته من كثب ودورانه المكوكي بين طوابق مبنى المركز التربوي وجلوسه إلى هذا ومناقشته ذاك وتدقيقه في عمل ذياك، حتَّى ليكاد يشرف على كل بروفة مطبعية قبل مثولها للطبع، يدرك أن ما قطفه في قصر الأونيسكو يستحقه بجدارة عالية، هو الذي منذ ترأس المركز التربوي ترهبن له وأخلص للعمل فيه حتَّى تَمكَّن في 33 شهراً (بين 9 كانون الثاني 1996 و29 أيلول 1998) من بناء صرح عظيم، قوامه مجموعة كتب لـ”المركز” باتت اليوم بين أيدي تلامذتنا وأساتذتنا في بدء عام دراسي يؤمل أن يحدث تحولاً في بناء لبنان الجديد.
وإلى المواد الأكاديمية، كان مهماً صدور كتاب التربية الوطنية والتنشئة المدنية، خطوة أولى لبناء مواطن لبناني موحّد يدين بالولاء لله لا لرجال المذاهب والأديان، وللدولة لا للزعماء ويحترم حقوق الإنسان قيمة أساسية للتعامل مع الآخر في موازاة الأنا، والتعاطي مع السوى في موازاة الذات.
وننتظر بعد ما هو أهم: كتاب التاريخ، والمركز التربوي هو المرجع الوحيد الصالح لكتابة التاريخ، لأنه يستعين بالخبراء من كل لبنان، فيكون انصهار لبناني واعٍ ثقيف حضاري ناضج، من مؤلفين يكتبون تاريخ وطنهم بشرف الموضوعية الأكاديمية لا بغريزية الفئويات الضيقة التي تتخاصم على هوية لبنان قبل البحث في ماهيته.
بلى: والمركز التربوي مؤهّل- بخبرائه وإدارييه ومستشاريه والمسؤولين فيه- ليكون حجر الزاوية في بناء الصرح التربوي اللبناني، نحو مستقبل ينشأ فيه أولادنا حزمة واحدة بالمواطنية، والولاء لكل شبر من تراب لبنان، والوفاء لكل مواطن على أنه أخ لبناني أولاً ولبناني أخيراً.
مؤهّل، بلى، وعلى رأسه لبناني كبير متبرهن له بجدية النسّاك: منير أبو عسلي.