هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

16-15: تعميم ظاهرة المتحف

الأربعاء 29 كانون الثاني 1997
– 15 –
كلمة وزير الثقافة والتعليم العالي فوزي حبيش في افتتاح خمسينية الياس أبو شبكة (الأحد في حارة أبو شبكة- زوق مكايل)، حملت رسالة واضحة، هي التي كنا نحب أن نسمعها منذ تأسست وزارة الثقافة في لبنان.
بعدما تعالت الصرخات في السابق (ومنها ساهمت به في مقالاتي المتتابعة من “النهار” و”النهار العربي والدولي”) مطالبة الدولة أن تهتم بالمثقفين “المتروكين من كل اهتمام”، إذا بالصرخات تنقلب تحفظات وترقباً عندما تشكلت وزارة الثقافة.
الوزير حبيش، غي خطابه الأحد، كان جازماً: “أعلن أن وزارة الثقافة تضمر أن تكون نقطة رعاية لا سلطة وصاية، وأن تتخذ دور الدعم لا دور التوجيه، لإيماننا بأن التوجيه يحد من حرية التأليف، وبأن الوصاية تقضي على البقية الباقية من تلك الحرية”.
هذا الكلام- ونحن نعرف أن وزارة الثقافة تنتهجه عملاً لا قولاً- يطمئن “الخائفين” على الثقافة من الهيمنة، ويريح “القلقين” على رعاية الدولة نشاطات المؤلفين.
ذلك أننا كنا، وسوف نبقى، نطالب الدولة بدور تسهيل مهمات المؤلفين لا مراقبتهم ولا التدخل معهم (إلاّ في حال تجاوزوا القيم العامة)، كما كنا، وسوف نبقى نرفض التوتاليتاريا في السياق العام، فكيف بها في الثقافة الإبداعية التي تنتفي إبداعية حين لأي نوع من أنواع التوجيه “التوتاليتاري”.

-16-
في اجتماع مجلس أمناء متحف أبو شبكة لدى الرئيس شارل حلو، يوم الأحد الماضي، اقترح غسان تويني (وهو من أركان “المجلس”) لمتحف أبو شبكة – إلى ما سيكون فيه من موجودات ونشاطات- أن يكون فيه مركز دراسات وأبحاث أدبية، لا لأبو شبكة وعنه ومنه وحسب، بل لعصره الأدبي وما كان لـ”مكشوف” فؤاد حبيش و”معرض” ميشال زكور و”أحرار” جبران تويني و”عاصفة” كرم ملحم كرم و”برق” بشارة الخوري في تكوين الحركة الأدبية خلال الثلاثينات والأربعينات، الحقبة الذهبية للبنان الأدبي الحديث.
وفي تصوره الإفادة من متحف أبو شبكة، تمنى غسان تويني تعميم هذه الظاهرة على بيوت ميجعين لبنانيين (سمى منهم، صلاح لبكي، قيصر الجميل، فؤاد سليمان، الياس خليل زخريا…)، حتَّى تتكوّن لدينا “سياحة ثقافية” هي الأغلى في السياحات.
كلام في هذا الحجم، من كبيرنا غسان تويني، منهج في ذاته نحيله على وزارة الثقافة لتتعمم زوق مكايل طليعية فعلاً في النموذج والمثال.