هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

الحلقة 9: السيجارة المؤذية… أيضاً وأيضاً

(الْخميس 26 شباط 2004)

الاتصالات الكثيفة انْهمرَت عليّ وعلى الإذاعة (بعد حلقة أمس الأربعاء من “نقطة على الْحرف” حول التدخين والْمدخّنين)، انقسمت بين متّصلين، في معظمهم تأْييداً للحلقة في ثورتها على إزعاج الْمدخنين ينفثون السموم في الْجو حيث يكونون فيفرضون ضرر التدخين على من لا يدخّنون، وقليلين باقين اعترضوا على الْحلقة معتبرينها دعوةً الى الْحد من حريتهم الشخصية، ومن حقوقهم في التصرف والسلوك.
أُسارع الى توضيح الآتي:
– أولاً : لم تتطرّق الْحلقة الى الْحرية الشخصية، ولا الى زجْر الْمدخنين حين لا ينشرون الأذى حولهم والضرر والسموم. فلا علاقة لنا بشخصهم بل بضررهم، على أساس أن الأعمال بالنيات. قد تكون نواياهم حسنة، لكن ترجمتها عمل يؤذي الآخرين بتوسيخ ثيابهم رائحة نتْنٍ مقرفة.
– ثانياً : لا دخل لنا في من يدخّنون، حين يدخنون بدون أن يزعجوا مَن لا يدخّنون.
– ثالثاً : في تَحديد الْحرية الشخصية أنها تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين. فإذا مُسَّت حرية الآخرين، انتفت الْحرية الشخصية وحدودُها.
– رابعاً: في الغالب أن يستحي غيرُ الْمدخنين فلا يقولوا للمدخنين إنهم منْزعجون، بينما الْمدخّنون لا يستحون أن يدخّنوا من غير أن يستأْذنوا حولهم مَن لا يدخنون.
– خامساً: بين الاتصالات التي جاءتني أن ينصرف غير الْمدخنين من مَجلس فيه مدخنون.
عال. إذا كان الأمر كذلك، فإننا، منذ اليوم، سنرفع الصوت عالياً في حملة ضاغطةٍ شعبية، كي يفرض القانون عدم التدخين في الأمكنة العامة الْمقفلة، وكلِّ مكانٍ فيه تَجمُّع، وذلك: لا كي ينصرفَ غيرُ الْمدخنين، بل كي ينصرف الْمدخنون أنفسهم الى الانزواء والاختباء والْخروج الى زوايا مُخصصة لهم، فيكون ذلك وازعاً لهم كي يستحوا، إن كانوا لا يستحون.