هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

7: الْمُغنِّية لُبنانيّة الأغنية خليجية والكتابةُ بالأجنبيّة

(الثلثاء 24/02/2004)
نعود أيضاً وأيضاً إلى اللوحات الإعلانية الكبيرة على نواصي الطرقات، تَحجُبُ عنّا النور والهواء، وتصفَعُ عيوننا بتلوّثٍ مؤذٍ وقِح أين منه تلوّث المداخِن القاتلة في معملِ الذوق الحراري؟
فما الذي يُبرّر أن نرى، على لوحةٍ إعلانية كبيرة، صورةَ مُغنيّة لبنانيّة صدرت لها مجموعة أغانٍ خليجية، واسْمُها مكتوب بالأجنبية؟
وما الذي يُبرّر أن نُشاهِدَ أغنيةً مصوّرة لِمغنٍّ موغِلٍ في جُرديّتِه أو عباءته أو صحراويّته، وتأتي أسْماء الْمُشاركين، في نهاية الأغنية متسلسلةً بالأجنبية؟
الكتابةُ بالأجنبية؟ لِمَن؟
إذا كان قارئ اللوحة الإعلانية، أو مشاهِدُ التلفزيون، محليا‍ً أو عربياً، فلِماذا خرعة الكتابةُ بالأجنبية؟
وإذا كان القارئ أو المشاهد أجنبياً، فَلَن يكونَ معنياً بأغنيةٍ خليجية تؤدّيها مغنيّة لبنانية أو مغنٍّ خليجي.
إلا يكفي شركات إنتاج الأسطوانات والأغاني والفيديوكليبات ما تتسبّبُ به من هبوط في نوع الأصوات، ومن فوضى في النتاج التراكمي حتّى بات عندنا لكلٍّ مواطنٍ مُطرب، ومن سقوط في مستوى الكلمات والألحان والتوزيع والتسجيل، حتّى توغِلَ أكثر في تكسير مستويات القيم والمعايير والمقاييس فتُجَرِّح ذوقنا بكتاباتٍ أجنبية لأعمالٍ لبنانية أو مصرية أو خليجية؟
هل يقبل مُغنٍّ أميركي بأن يُكتب اسْمُه بالعربية؟ أو مغنيّة فرنسية بِكتابة اسمها بالصينية؟
هذه الصرعات القاتلة على طرقاتنا وشاشاتنا، سنظل نرشُقها بـ”نقطة على الحرف” حتّى يرعوي أصحابُها فيرتدعوا.
ولا بُدّ لنُقطة تنزل دائماً على صخر، من أن تَحفُرَ في هذا الصخر أخدوداً عميقاً.