هنري زغيب
Follow us on Facebook
Follow us on YouTube

305: المرأة في الحكومة اللبنانية (2)

السبت 17 أيار 2003
– 5 0 3 –
تَحية الى “الْمؤسسة الوطنية للتراث” على معرضها الْجديد “بنات بلادي”، تُحْيي به “النهار الوطني للتراث” هذا العام “على مستوى ما يستحقّه تراث لبنان الْخالد” كما قالت في الافتتاح رئيسةُ الْمُؤسسة السيدة منى الْهراوي.
وتَحية لريْما شحادة التي أعدّت الْمعرض واشتغلت عليه منذ أشهر طويلة تعريفاً بالْمرأة اللبنانية الرائدة.
وكانت لافتةً، في منشور هذا العام، عبارة “لا مستقبل بلا تراث” وعبارات “التراث هويتنا، وإرثنا الْمشترك، ومسؤوليتنا معاً”، كما كان لافتاً، في الافتتاح، تَخصيص وزير الثقافة غازي العريضي التلامذة الْحاضرين من كل لبنان، لأن هؤلاء، إذا وعوا وشاهدوا ولَمسوا واستوعبوا، يكونون خير ضمانٍ لِمستقبل إرثنا الْحضاري. وفيما الدولة، بإمكانات لَها غير كافية، تُحاول أن تُحافظ على تراثنا، نَجد مؤسسات الْمجتمع الأهلي تتحرك بالْمبادرة الى الدعم ما استطاعت، يساعد الإعلام الْمسؤول على نشر مبادراتِها في توعية إعلامية على تراثنا الوطني، ريثما تتكاتف الْجهود لِجمعه وتوثيقه وإجراء مسحٍ لِحقوله وقطاعاته الْمختلفة، فيصبح الْحفاظ عليه بداهةً لكل مواطن، وتصبح ذاكرة الوطن التراثية هي العنوان الْحقيقي لوطنٍ يتجذّر فيه أبناؤه لأنّهم واعون غنى إرثه الْحضاري، فيبنون دولتهم الْجديدة الْمقبلة على مستوى أمسٍ لَهم عظيم لا يعودون يرضون بأقل منه حاضراً لَهم ومستقبلاً لأولادهم.
وبالعودة الى الْمعرض، أحسنَت العزيزة ريْما شحادة في اختيار نساء لبنانيات رائدات في حقول السياسة (نظيرة جنبلاط)، والقلم (جوليا طعمة دمشقية، روز اليوسف، مي زيادة، سلوى نصار، ناديا تويني)، والنضال (عنبرة سلام، نَجلا صعب، ابتهاج قدورة، زاهية أيوب، لور مغيزل)، والاجتماع (ألكسندرا عيسى الْخوري، زلفا شَمعون، وداد قرطاس، آنّي صرافيان، جانين ربيز)، والفن (بديعة مصابني، آسيا داغر، نور الْهُدى)، كما حَمل الْمنشور أسْماء نساء رائدات أخريات لَم يتسع لَهنّ الْمعرض فعسى يأتِي دورهُنّ في مرحلة لاحقة.
هذه الباقة من شرف الْمرأة اللبنانية الرائدة في كل حقل، تَجعلنا نقف أمام الواقع القديْم الْمتجدد دائِماً في حجم سؤال يكبر باستمرار: لِماذا الْمرأة اللبنانية لا تشارك في الْحكم؟ وهذا السؤال ليس ليؤكد أن الْمرأة اللبنانية في الْحكومة ستفعل فعل السحر بلمحة وزارةٍ واحدة، أو ان الرجل اللبناني فشل في تسيير الْحكم ولا بد له من الاستعانة بالْمرأة. لا. أبداً. فالْحكم في لبنان عرف ولا يزال يعرف رجالات من الطراز العالي، لكنه ما زال (لسبب لا تبرير له مقنعاً) يتردد (أو يرتدع) عن أن يُشرك في الْحكم من تشاركه في البيت والعائلة والْمسؤولية والْمجتمع، بِجدارة تفوق أحياناً جدارته، وتثبت أنّها قادرة على القيادة والقرار والْحكم والْحكمة والتحكيم والتحكّم و”الاستحكام”.
والنشاط الْجاد الذي يقوم به الْمجلس النسائي اللبناني (في عهده الْحالي وفي ولاياته السابقة منذ تأسيسه قبل نصف قرن – هل يَحتفل بيوبيله الذهبي؟) يركِّز بإلْحاحٍ عالي الْمسؤولية والأكاديْمية على الْمطالبة بـ”كوتا” للمرأة في الْحياة السياسية، تستحقها عن جدارة، وتضع لبنان (بِمجرد إقرارها) في مصاف الدول الراقية الكبرى.
وطالَما لا يَموت حقٌّ وراءه مُطالب، فلن يتوقف هذا القلم عن دعم ذاك الْحق.